أغرك مني أن حبك قاتلي

أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمر القلب يفعل

وأني امتثالاً للعهود وللهوى... شدوت بكم في كل نادِ ومحفل

تحاشيت رأي الناصحين بهجركم ... وأوقعت نفسي في شماتة عذلي

وقد كنت عفت العشق أصلاً وجملة ... وقد كنت عن نجوى القلوب بمعزل

اتذكر إذا يممت نحو ديارنا ... واسقيت سقيا المغرم المتعجل

نفاث بحرف منك يوماً فننتشي ... وتخضر قيعان الهوى يتهلل

وأطلقت سهماً إثر سهم تريدنا ... فجئنا بطوع ياملاذ العزل

وسلمت نفسي والحصون منزلي ... وصرت أنا رهن الحبيب المكبل

وصار فؤادي للمتيم منزلاً ... فأكرم خلق الله حل بمنزلي

ومنه خيال لا يزال مؤنسي ... أيا قصر ليلي مع لذيذ التخيل

فما زال يغشاني تسابق عهده ... وأدنيه إدناء الحبيب المدلل

فإن كان حين المرء يأتيه غفله ... فقد كان في حرف الرسالة مقتلي

عقدت لنا في الحرف ياحب عقدة ... فأواهـ من سحر وليس بمبطلِ

فأحظر كل الخلق أبغيك واحداً ... يدين له ضعفي وحسن توسلي

لي الله كم قبلت حرفك عامداً ... فداك فؤادي!! أي بنان المرسلِ

تشوقت للتأنيب منه مردداً ... أيا هذهِ ردي السلام بأجمل

فيهتف قلبي إذا يسابق أحرفي... لك السمع شأن العاشق المتذلل

ويهدي إلي الوجه أصفر باسماً ... فديتك أن اغراك ذلي فأذللِ

مكر مفر مقبل مدبر معاً ... وحبيب فؤادي بالغرام قد ابتلي

تمر الليالي لا يرد سلاماً ... فآآهـ لقلب منه يغلي كمرجلِ

فهذا فؤادي يستغيث بعزتي ... أيا أخت نجد ويح عشقكِ أقللي

ونقسم إلا نستهين بوصلنا ... وأن قرار الصرم غير مؤجل

فما إن بنيت السد بيني وبينه ... تحيل تحيل وآآ لهفي على المتحيل

وعاد رماد الوجد يبعث جذوة ... حنثت بحلف منه لم أتحلل

الا يا صبا نجد إذا سرتِ نحوهم ... فضمي حبيب الروح هوناً وقبلي

وقولي له إن الغريبة أولعت ... بحب بعيد الدار همي ومأملي

فلست أرى بشراً يلوح لمقلة ... ولي كوكب إن يحلك الليل يأفل

سنذكركم ما دام في غسق الدجى ... تعاودنا الأشواق لم تتبدلِ

عليك سلام ما رغبت سلامنا... سواء سكنت العين أم قلبنا الخلي

قفا نبك من ذكر المتيم قلبنا ... فسل فتوني فيه يادمع وانسل

تجاوزت أحراساً علي ومعشراً ... وكدت أجازى بالعقاب المعجلِ

ووالله لو يدرون كيف عشقته ... أراقوا دمي في ذي المحقان العقنقلِ

لعلك مأسور وعذب طليقه ... فيا جارة ياليت هذا يحصل