[size=25]في زمن لا يرحـم،
نعيش ونحـلم
وخشيتنا النـدم
في زمن الغــدر،
سقينا من المـر
أكواب سم وعلقم
في زمن الحيـرة،
عشقنا الهجــرة
فأسرنا الألم
في زمنٍ لا يرحـم..
خلقنا كثلـوج بيضـاء،
يتوجنا نور وصفـاء
سواد طرد الضيــاء،
فمنا من لحقه الــداء
ضاع منهم أبهى كسـاء،
فضاعت أنفسم وعم البلاء
في زمن إتباع الأهواء
وغدا الشمل في شتات،
فتوسطهم شبح الآفات
نفوس للجهل راضخـات،
رمتها السهام إلى الهاويات
وجمدت بها الصرخـات،
فدونها الزمن للذكريـات
في زمن عشق الملذات
جزء شرد جزء طغـى،
خاضوا التجبر وعشقوا البغى
وجزء تجزأ بلا مُبتغى،
فغدا للذل عبيدا مُنصـاغا
مستعبدون أغرقتهم الدمـاء،
بوحلها، وعاصفة دموع هوجاء
في زمن زلزلته الأصداء
قلوبٌ ما خشيت بطش الرحمن،
فأهدت روحها قربانا للفتان
وقلوبٌ بدا لها اليأس كثُعبـان،
فأسرتها وساوس الشيطان
وانطفأت شموع الأمـان،
فصار الإنسان بلا كيـان
في زمن وأي زمان؟؟؟
فإلى متى يوقد لهيب النّـار،
بأجساد بشرية أفناها الدمار
متى يعود إلينا طيف النهـار،
لطرد ظلمة القهر والاحتقــار
رُفعت أيادٍ تعلن بالجِـهار،
تقول كفانا ذلا وعـار
خاشية دروب الانتحـار
يئست نفوس من اليأس،
وخجلت من ارتداء ثوب البؤس
وحنت لهناء وراحة الرأس،
وتآلف القلوب بلحظات الأنسِ
فيا خالق الجن و الإنس،
سُقنا بقاربِ خيرٍ بالجنة يُرسي
وجنبنا لسعات هذا الزمن القاسي
ــ[/size]