في مواجهة الموت بألمي

انه منتصف الليل،يجلس فوق سريره الوثير وسط الظلام الدامس ،ظلام دامس مثل ماضيه القاتم بعد تلك الليلة،تلك الليلة المشئومة عرف أنه لن ينعم بلحظة سلام أخرى،فر لمدة طويلة ،لكن لابد من مواجهة الأمر ،لن يهرب الى الأبد،كان يعرف في قرارة نفسه أنه يخوض معركة خاسرة،وانه سيخسر لا محالة ،لكن ان كان لابد من الموت ،فانه يختار أن يموت واقفا ،شامخا مثل الأوتاد العظام ،رغم هذه المشاعر الفياضة الا انه سمع صوتا في الطابق السفلي ،عرف انه جاء ،وانه هنا ليقتص منه ، نادى بصوت ضئيل ابنته فاسرعت ،لقد سمعته رغم خفوت صوته ،دار بينهما حوار قصير ،لتنزل من عيني البنت دموع ،أمرها بالانصراف ،فهذه اللحظة ،لحظته ،لحظة مجده الكبرى. أغلق الباب وأطفأ النور وجلس يسبح لله ،لم يستطع منع دموعه من الانهمار انها لحظة لابد منها يجب ان يكون مستعدا لها فقط. مرت عدة دقائق ،لم يحضر ،كيف هذا ؟لقد احس بذلك ؟ هل خدعته أحاسيسه ؟هل أخطأ حدسه هذه المرة ؟ نهض من سريره وفتح النافذة ليتنفس هواءا عليلا انه هواء الفجر جلس امامها نصف ساعة يتأمل هذا المنظر الجميل ،ياترى لماذا في 22680 يوم التي قضاها في هذه الحياة لم يقدر الفجر .لقد أضاع الكثير والكثير وللاسف الوقت لا يعود الى الوراء .اشرقت الشمس ولامست اول أشعتها الذهبية وجهه المتصلب،وسمع وسط الظلام ذلك النداء الطاهر الباعث على الامان داعيا اياه .فرح لان القدر امهله الوقت واسرع بخطاه الى الحمام توضأ وأدى صلاته .وفي السجود الاخير ،جاء صاحبه،ابتسم ابتسامة المودع لهذه الحياة الفانية قائلا الشهادتين .ذلك الصباح كما توقعت وجدته يشع نورا ،ساجدا ،راقدا في مكانه،رغم الحزن والشرخ الفظيع في قلبها الا انها ابتسمت وقالت :تحققت امنيته.

شكرااااااااااااا لك أخي صديق

اللهم

ابعدنا عن وسوسة الشيطان

شكرا لك

» لماذا نتمنى الموت عندما نشعر بالحزن؟